٢٦‏/١١‏/٢٠٠٩

الى امي الغالية.. على جبل عرفة

في اليوم التاسع من ذي الحجة للعام 1430 هجري، وبعد اثني عشرة يوما من غيابك عن البيت، بعد ان اكرمك الله بقصد بيت الله لاداء فريضة الحج، وجدت نفسي تخنقني العبرات، وتملأ قلبي العبارات التي أنمنى لو انك بجانبي لاحكي لك عنها، وما كانت التكنولوجيا الحديثة لتنقلها برونقها ومعانيها وصورتها، اذ خانتني عيني وانقطعت انفاسي في حديثي معك عبر الهاتف، ولم اتمالك ان انقل لك بضع هذه المشاعر من الشوق لظلك الحنون في البيت.

ومع متابعتنا لمناسك الحج من على القنوات الفضائية، استذكرنا معا في البيت- دأبك على متابعة الحجيج كل عام، وجلوسك الساعات الطوال امام الشاشة تذرفين الدمع سرا وجهرا وقلبك يعتصر شوقا لتلك الديار، ونفسك تتوق املا لذاك اليوم الذي فيه تقفين هذا الموقف على جبل عرفة، منكسرة بين يدي الله عز وجل تفتحين صفحة جديدة ناصعة في حياتك..
اليوم وقدأكرمك الله بهذا الموقف، فاننا نحن من يغبطك، ونسأل الله الا تكوني قد فاتك ان تدعي لنا بتسهيل هذه الفريضة علينا في اقرب فرصة..

أمي الغالية، كم أتمنى ايضا ان تخصّي المسجد الاقصى بالدعاء، فهو حزين منكسر مهجور، لا يؤمه الا بعض المصلين والمتوافدين في مسيرة البيارق، وبينما المسجد الحرام يعج بالزائرين المعتمرين والحاجين.. ولو تعلمي كم تحيطه من مخاطر وتعج حوله المؤامرات، وانت دائما كنت من يتابع اخباره، فلا اظنك نسيته من الدعاء !

أمي الغالية، ومع انطلاق تكبيرات العيد، تذكرت دمعتك الحزينة التي كنت تذرفينها بحرارة لتذكرك لوالدتك (جدتي) رحمها الله، ومن ثم جدي الذي ما لبث ان لحقها منذ بضع سنين، وانا مع وجودك بيننا، وبمجرد بعدك عنا استشعرت حرارة هذه الدمعة، فظلك في البيت لا يحل محله ظل، ولمستك لا تفوقها لمسة، فلله در قلبك الحنون قد ارضعتنا هذا الحنان لنجد أنفسنا نقف في نفس الموقف، نشتاق
، نتذكر ونذرف الدموع

أمي العزيزة،
بعد ان اعددتني لتحمل مسؤوليات البيت، وخرجت بقلب مطمئن، ومع محاولتك على تنشئتنا كعصاميين نعتمد على أنفسنا ونقوم باعداد وتدبير أمورنا، الا ان حبك الذي تشعينه علينا بمراقبتك ودعاءك واشرافك واستشارتك جعلنا نشعر هذا الغياب وكأنه اعداد لمرحلة مقبلة نحو استقلالنا الى بيوتنا وأسرنا مستقبلا..
فأرجو الله في هذا اليوم المبارك أن يديم ظلك فوقنا، ويجعل قلبك نابضا بالايمان، عامرا بالحنان كما عهدناه، وان يكتب لك عمرا مديدا ليرزقنا حجا وأياك نفوز به بفرصة بِرك في سفر الطاعة في فرض الله عز وجل

ابنتك المخلصة

١٢‏/١٠‏/٢٠٠٩

ضيعوا الاقصى.. ضيعوا الأمانة

لقد ضيع الاقصى كل من ضيع الأمانة، فإن الاقصى اذا ضاع لم تبق أي أمانة أغلى منه، هذا هو حال مجتمعنا للاسف.

عندما تنتظر اكثر من 90 رقم أمامك في الدور في البنك، ويأتي عصبة من الموظفين رخيصي الذمة ليستهبلوك، ويلعبوا لعبة "مش شايفك" ويوقفوا تمرير الادوار الكترونيا ليمرروها لمن يليق بهم، أمام مرأى ومسمع الامم التي تنتظر صفوفا بالدور، عندها تستيقن ان الامانة ضاعت من المجتمع، حيث كل الحضور سكوت لا يتنفسون وادوارهم تنهب، لا عجب ان ينهب الاقصى من بين يديهم وهم ساكتون..
بعض قليل من الشرفاء تجرأ وتكلم على هذا الموقف المخزي بعد أن اعلنت احتجاجي امام الموظفين الغشاشين على سياسة الاستهبال التي يتبعونها في نهب الادوار، مما اخرسهم وجعلهم يضطرون للعودة "للنظام" المفروض انه قائم لراحتهم قبل راحتنا كمستخدمين.
أما مديرهم فببرودة اعصاب -وقد كان الموقف امامه لا يفصله عنهم سوى لوح زجاجي، فيقول : "سأفحص الامر" ولا زال يفحصه!!

حرقة أخرى غصت في قلبي اثر توجهي لكراج السيارات لاستلام سيارتي المسكينة بعد ان تعرضت لحادث تزحلق بسيط، ودخلت الكراج منذ اربعة ايام اصبحت على اثرها عالة على غيري، كل يوم اقترض سيارة او شوفيرة تقلني الى العمل، حتى استيقنت مدى النعمة التي كنت فيها، وبعد ان وعدنا "المجلّس" بتسليم السيارة مساء اليوم، توجهت وكلي امل برؤية سيارتي بحلة جديدة بعد التصليح واذا بالصدمة الكبرى بان اجد السيارة مكانها منذ 4 ايام يعلوها غبار كثير لم يلمسها اخونا المجلّس، واكتشفت ان تعطل عملي وتطفلي على الناس مدة الايام الاربعة ذهب هباء منثورا، استيقنت ان الامانة ضاعت.. لم يبقى منها شئ عند الناس

فيا هذا الموظف الذي تخون عهد الله ولا تؤد عملك كما يجب.. انت من ضيع الاقصى
ويا هذا العامل الذي يعد ويخلف ويعطل أعمال الناس.. انت من ضيعت الاقصى
يا هذا يا من تسكت عن كل ضيم وتقصير وخيانة للامانة.. انت من ضيع الاقصى


يا ناس.. يا عالم.. صلاح النفس اولا واستقامتها اساس للتحرر من المحتل
تحرروا من هوى انفسكم يحرركم الله من محتلكم

وانه عهد على الله اقطعه ان تبقى الكلمة أمانة، ساطلقها صرخة مدوية ان لزم في كل مكان ارى فيه تقصير وخيانة وانتقاص من الامانات

ولا حول ولا قوة الا بالله

٢٧‏/٠٩‏/٢٠٠٩

آه لعينك أبتي العجوز.. ليتها كانت عيني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


راع قلبي هذا المنظر الرهيب، انظر الى هذا العجوز في الصورة والى الاصابة التي في عينه !!!




هذه ليس اصابة في شجار زعرنه! ولا في سطو مسلح! ولا ضرب من ولد عاق!

أتدون ما هذه ؟؟!!

أنه عجوز مجاهد مرابط في الاقصى تعرض لاصابة أثناء اقتحام الشرطة المسجد الاقصى اليوم في ذكرى الانتفاضة التاسعة!!

وهذا شاب آخر أصيب في عينه :



يبدو اننا انتقلنا لمرحلة "سياسة اطفاء العيون" بعد مرحلة "سياسة تكسير العظام"


ورغم ذلك كله سنقاوم !! الا لا نامت أعين الجبناء

سنقاوم بالحجر، بالاحذية، بالشجر، بالكراسي :




اقذف نحو المحتل لا تخف، وطهر مسرى نبيك من النجس
اقدم ورابط لا تنم، ولا تقل لي عذر قد حبس




ازحف نحو القدس.. قبل أن يزحف الموت أليك
ابنة الاقصى المحتل

١٥‏/٠٩‏/٢٠٠٩

فنظرة الى ميسرة.. بيوت المتزوجين

عزمنا على ان نزورها في بيتها، نبارك لها زفافها وبيتها الجديد، واختنا هذه تنتمي لامة الاسلام لكنها من قومية قفقازية، او كما ندعوهم ب "الشركس"، وهي زميلة سابقة لنا في مقاعد الدراسة والسكن الطلابي وترتاد كثيرا على قريتنا وزارتنا اكثر من مرة، عندما اتصلنا بها لتنسيق الموعد فرحت كثيرا وقالت لنا : لكن حتى لا تتفاجئوا فبيتي صغير جدا.. ضحكنا وقلنا لها نجلس في الحديقة او حتى على السطوح.


ولما وصلنا المنزل، دهشنا لبساطته في المحتوى والشكل، بل دهشنا أكثر عندما عرفنا ان المنزل كان لحماتها، وحتى الاثاث الذي فيه، والادوات الكهربائية هي هدية من اخوتها وابوها، وطقم النوم هو ايضا مساهمة من اصدقاء زوجها، باختصار قالت لنا بلغة عربية ضعيفة : كل البيت تبرع، احنا الشركس نحب البساطة، ونتزوج باقل الظروف.
جلسنا نتجاذب اطراف الحديث، وجل حديثنا كان يدور حول العادات والتقاليد وظواهر اجتماعية مزعجة. بينما كنا نشكي نحن من غلاء المعيشة وكثرة المصاريف الخاصة بالزفاف والتحضير له، كانت هي وامها تتحدث عن سبل تيسير الزواج واختصاره لديهم، فالعروس لا تشتري من الذهب غير خاتم الخطوبة، او حتى خاتم الزواج فليس من المعهود عندهم لبس "المحبس"، كذلك ليس من المهم ان يكون لدى العريس شقة او بيت خاص به، انما يسكن عند اهله او اهل زوجته حتى يتسنى له العمل والتوفير وبناء بيت الزوجية يدا بيد مع زوجته..

طوال هذا الحديث كان يجول بفكري عما يتحمله مجتمعنا من ثقل اقتصادي في كل ما يخص الزواج وتحضير البيت، مما يقحم الشباب في متاهة لها اول وليس لها آخر..
فهذا لا يجد قطعة ارض ليبني عليهاـ وتلك ترفض ذاك الشاب لانه سيسكن بجانب أمه، وذاك يستدين امولا طائلة حتى يشتري طقم سفرة وصالون وتلفزيون و.. الكثير من الكماليات والامور التي ممكن ان تشترى باقل تكلفة ودون عناء
اما عن عادات المثلث والمركز فحدث ولا حرج، فان لم "تحشو" العروس البيت من الابرة وحتى الستائر والسيارة، فهي لا تستحق عناء البحث عنها او اعتبارها شريكة حياة، بل تصنف في خانة "درجة ثانية"، ولا ابالغ حين اقول ذلك فنحن نعيش هذا الواقع ونسمع ونرى ما يحدث حولنا..

ومع استرجاع سيرة الحبيب المصطفى وصحبه، فانني اتذكر انه -عليه افضل الصلوات والتسليم- زوج احد الصحابة بسورة من القرآن، وليس معه الا هي..

فيا معشر الاباء، ويا معشر الامهات، اخواتي واخواني، تعالوا لنكون جزء من مشروع تيسير الزواج، بالتخفيف من اعباءه ومصاريفه وتبعاتها، لنسعد أكثر ونصل الى المقصد الاسمى وهو السكن والمودة..

وكيف يكون ذلك؟.. ببساطة : بالقناعة والرضا بما يقسم الله عز وجل، والمثابرة لتحصيل رزقه بعد القيام بطاعته..

٢٦‏/٠٦‏/٢٠٠٩

عين على اخلاق الماشي السائق والراكب

كثيرا ما يدعي البعض حسن الباطن والظاهر في اخلاقه، لكن اذا ما نظرنا لتصرفاته اليومية مع أهله وبيئته تراه جلف الطباع، سئ الخلق..
ومن ذلك اخلاقنا حين نمشي في الشارع، او نركب السيارة او الباص او نقود سيارتنا الخصوصية..

في بلدة شوارعها أشد ما تكون ضيقا(الاسم محفوظ لدينا في التحرير)، يوقف اهل البلدة سيارتهم حتى يصبح المرور من الشارع أمر شبه مستحيل، واذا ما طلبت منهم ازاحة السيارة رمقوك بنظرة ظاهرها الغضب وباطنها اللعنة، ولو انني شاب لكانت طالتني "طرطوشة" من المسبات.. والاجمل من ذلك انك تحيد سيارتك عن المشاة الذين يمشون تقريبا بوسط الشارع دون مراعاة ان الشارع ضيق وان وراءهم سيارة، وحدث معي انني اردت دخول احد الشوارع الفرعية فرأيت فتاتين قد توسطن الشارع يمشين الهوينا ويتبادلن اطراف الاحاديث، ففتحت شباك السيارة وقلت لهن : " حبيباتي، مانتو شايفين الشارع ضيق ليش ماشين بنص الشارع؟" فكان الجواب في قمة التفاهة.. طبعا مع "جحرة" ولولا شوي رحت ما "اوكل كتلة"..

مشهد آخر يدل على عمق أزمة اخلاقنا في الركوب في المواصلات العامة، في باص الجامعة، الذي من المفروض ان يكون راكبيه من نخبة المجتمع، في الاخلاق والذوق والثقافة، عند الصباح الباكر او في ساعات المساء في العودة، تصخب اذنك موسيقى نشاز مزعجة من طالب\ة مصر على ان يسمع كل من في الباص الاغاني التي في هاتفه الذي لم يصبح هاتفا بقدر ما أصبح اداة مولتميديا! متناسيا أداب ركوب الباص، وكأن راحة أحد لا تعنيه بقدر ما يعنيه "البرستيج" الذي يصنعه من وراء هذه الاغاني عند "الفارغين" أمثاله والذين تعني لهم هذه الموسيقى شيئا غير الازعاج.

وعودة الى الشارع، الى السائقين، واحب ان اخص بالذكر هنا الرجال.. فهم أوفر الناس نصيبا مما سأقوله، فهم اولئك الذين تستفيق نخوتهم عندما أسبقهم او اجتازهم عند اشارات المرور او في شارع ذو مسارين، بعد ان كان معيقا لحركة السير تراه انتفض وكأن كرامته ديست ويسابق الريح لينتقم ويسبقني مرة أخرى، وأحيانا يحمل سيارته فوق طاقتها، حتى ما يقال عنه "سبقته امرأه" ولو يا عيب الشوم!
اما عن حق الاولوية فحدث ولا حرج، فهو لم يعد يؤخذ ولا يعطى فقط، انما لا يؤخذ بالحسبان ابدا، بل وان المصطلح قد غاب نهائيا على ارض الواقع، ولا تستعيده سوى الحوادث والتحقيقات البوليسية.
اما الصبر، فهو خلق لا علاقة له بالسياقة على ما يبدو، مرات عديدة بل تقريبا كل يوم، حين احاول السير باتجاه الخلف، نادرا جدا ما يعطيني السائقون المجال، بل دائما يجتازونني ويطرشون اذني بالزمامير، مع أنني اعطي المجال لاي سائق يرجع للخلف، ويا ويلي اذا تأخرت ثانية بالانطلاق على الاشارة الضوئية بالاخضر، فايضا "تزفني" الزمامير من خلفي أحيانا وهي تنم عن قلة صبر لدى السائقين !
ومن اكثر المواقف التي واجهتني في قلة الصبر، انني من اسبوعين ركنت سيارتي بجانب مكتبة بحيث انها بعيدة عن الشارع وتستطيع السيارات المرور بكل حرية بجانبها، ونزلت لتبديل غرض كنت قد اشتريته، وما ان دخلت المكتبة حتى علا زمور في الخارج متواصل، خرجت واذا برجل يقود سيارة فخكة وعريضة قد علقت بجانبه سيارة امرأة ولا يستطيع الخروج لانه اقترب من سيارتي، فاسرعت لسيارتي لازاحتها فعلق لي الزمور بطريقة قليلة أدب، فنهره أحد المشاة، طبعا انا لم اكترث لانه ليس من عادتي التعامل مع هذه النوعيات من الناس.. المهم انه مر الموقف بسلام وبدلت الغرض وعدت للبيت، وفي المساء عندما رأيت الوالد بالبيت قال لي : "ليش يابا بتسكري شوارع؟" قلتله "انا؟" قلي : "اه انت! اليوم اتصل علي رجل وقلي تعال زيح سيارتك من الشارع"، ففهمت الامر، فقد كان هذا السائق "قليل الصبر" قد اتصل على الوالد من الورقة الملصقة على زجاج السيارة في اعلان بيعها في الثواني التي دخلت بها للمكتبة ليقول له "تعال زيح سيارتك".. ولما رأني خرحت لازاحتها وعرف أنني امرأه، فكر "يستزلم" علي وعلق لي الزمور ظانا منه اخافتي وتهديدي..

نعم هذه هي اخلاق المشاة والراكبين والسائقين، تنم عن أزمة اخلاق عامة وطامة لدينا في مجتمعنا، وبرأيي ان مهمة المعلمين والمربين ومعلمي السياقة أصبحت مضاعفة، فالشرطة ليست المسئولة عن ضبط اخلاق الماشي والراكب والسائق، انما الاخلاق تكون بالتربية، وما الشرطة الا وسيلة ردع لمن يتطاول على تعدي هذه الاخلاق..
وختاما أقول أنه يجب على الوعاظ والمربين في المدارس ان يتطرقوا لهذا الموضوع بشكل دوري ليرسخوا مفاهيم "الدين المعاملة" من خلال الحياة اليومية، لان ذلك سيختصر علينا الكثير من الاشكالات اليومية التي تحدث بسبب سوء الاخلاق في هذا المجال.

٣٠‏/٠٥‏/٢٠٠٩

ما هو حجم بصمتك البيئية ؟



هل تساءلت يوما كم من المساحة على وجه الكره الأرضية تحتاج لتلبي احتياجاتك ورغباتك وخدماتك اليومية مثل: مياه- كهرباء – مخلفات عضوية وغير عضوية – مواصلات – سكن – مستهلكات أخرى ؟؟

ما العلاقة ؟
يتفق معظمنا على أن استهلاك الثروات الطبيعية في كرتنا الأرضية يجب أن يكون متوازنا ليضمن لنا استمرار تواجد هذه الثروات على الكرة الأرضية لخدمة الأجيال القادمة، لكن الحال أسوأ بكثير مما نتمنى أو نظن، كل ما ذكر أعلاه يؤثر على مساحة الثروات الطبيعية على وجه الكره الأرضية ويدفع بها نحو الزوال والفناء، وان كان قانون حفظ الطاقة يقول بان الطاقة لا تفنى، فنقول أن الطاقة تتبدد إلى شكل آخر لا يفيدنا بل وقد يضرنا أكثر، ومثال ذلك قضية الاحتباس الحراري للكرة الأرضية، فالطاقة التي نستثمرها (كيماوية أو كهربائية مثل النفط والغاز وغيرها..) تتحول في المصانع ومحطات توليد الطاقة إلى طاقة في قسم منها، وقسم لا بأس به ينطلق إلى بيئتنا المحيطة على شكل غازات تساهم في الاحتباس الحراري وسخونة الكرة الأرضية.

والملفت للنظر في القضية، أن البشر كلهم متفقون على كون الاحتباس الحراري مضر وخطر على مستقبل الإنسان، ولكنهم لا يزالون يساهمون في زيادة هذا الاحتباس باستهلاكهم المزيد من الطاقة بطرق غير سليمة، وذلك ينبع من قلة الوعي في الوسائل العملية لتجنب زيادة الاحتباس الحراري، وعدم وجود الهمة الداخلية المحركة نحو التغيير في تصرفاتنا الاستهلاكية.

يصطلح على تعبير "البصمة البيئية טביעת רגל אקולוגית" كوحدة قياس للسلوك الاستهلاكي لبني البشر، وهي وحدة اخترعها عالمين كنديين، بهدف تصوير الوضع البيئي لكل شخص ليتأمل قدر المساحة المستهلكة المقدرة بالدونمات ويشمل خلالها مساحة العيش\ السكن، مساحة الثروات : الماء، النفط، الغذاء، وغيرها..
وحدة القياس تعتمد على حساب الفارق بين المادة\ الطاقة المستهلكة، وبين الفضلات التي لا تتحلل أو تتحلل بعد وقت طويل (عقود)، وبين نقص هذه الثروات وعدم تجددها.
هذه الوحدة تؤدي بدورها لزيادة الوعي لدى الأفراد حول قدرتهم على الاستهلاك وتأثيرهم على البيئة المحيطة، وبالتالي تساعدهم على تطوير سلوك استهلاكي واعٍ يقلل من الأضرار في البيئة المحيطة ويساهم في بقاء الثروات الطبيعية واستمرارها للأجيال القادمة.
تعالوا معا لنستعرض هذه الاستبانة ونعبئها ليحصل كل منا على "بصمته البيئية" وليدرك المساحة التي يحتاجها في حياته، ولنقارن ذلك بمعدل البصمة عالميا ومحليا في البلاد. ثم نتطرق في مقالة لاحقة لطرح حلول وتطوير السلوك الاستهلاكي للمحافظة على البيئة المحيطة.

استبانه قياس "البصمة البيئية"



بأي وتيرة تأكل طعام من مصدر حي ( لحوم، دجاج، اسماك، بيض، منتجات الحليب) ؟
1. ولا مرة [10]
2. بين فترات متباعدة (أنا إنسان نباتي لا آكل اللحوم والدجاج، واكل أحيانا بيض- اسماك- منتجات الحليب) [20]
3. أحيانا ( في الغالب لا آكل اللحوم والدجاج، إما البيض ومنتجات الحليب فآكلها بشكل يومي تقريبا) [30]
4. بشكل عام آكل اللحوم مرة- مرتين في الأسبوع [ 40]
5. مرة في اليوم (آكل اللحوم كل يوم) [ 50]
6. تقريبا في كل وجبة آكل اللحوم والدجاج أو البيض أو منتجات الحليب [ 70]

ما هي نسبة الأكل المصنع أو المغلف أو المستورد من بين مجمل الغذاء الذي تتناوله يوميا ؟
1. قليل جدا، معظم الأكل الذي أتناوله هو غذاء غير مصنع، وغير مغلف ومن المنتجات المحلية. [20]
2. الربع [50]
3. النصف [100]
4. ما يعادل ثلاثة أرباع [ 150]
5. معظم الغذاء الذي أتناوله هو غذاء مصنع، مغلف أو مستورد من أماكن بعيده [200]

كم مرة في الأسبوع تأكل خارج البيت ؟
1. في فترات متباعدة [0]
2. مرة واحده في الأسبوع [10]
3. مرتين- ثلاث في الأسبوع [ 20]
4. كل يوم [30 ]

بأي درجة يكون الأكل الذي تأكله خارج البيت معتمد على غذاء مصنع، مغلف أو مستورد ؟
1. أكل بشكل عام أكل محلي غير مصنع ( مثلا : حمص، فول، فلافل وما شابه) [0]
2. آكل في فترات متباعدة في مطاعم متنوعة [20]
3. آكل في فترات متقاربة في مطاعم فخمة [30]
4. آكل في فترات متقاربة في محلات الأكل السريع ( بيتسا- ماكدونالدز – كنتاكي وما شابه.. ) [50 ]

هل تقوم بتكرير מחזור القمامة ؟
1. لا أقوم بتاتا [80 ]
2. فقط اكرر قناني البلاستيك من خلال أقفاص تجميعها في الشارع [60]
3. اكرر قناني البلاستيك، وأعيد قناني إلى مراكز التكرير أو الحوانيت [40]
4. اكرر قناني البلاستيك، وأعيد قناني إلى مراكز التكرير أو الحوانيت، وكذلك اجمع البطاريات [30]
5. اكرر البلاستيك، الورق والبطاريات [20]
6. اكرر كل مكونات القمامة من خلال الكمبوست والسماد الطبيعي (الزبل) [10]
7. اكرر كل مكونات القمامة من خلال الكمبوست والسماد الطبيعي (الزبل)، واكرر البلاستيك والورق والبطاريات [0]

هل أنت مقتصد في استعمال الكهرباء ؟
1. نعم مقتصد باستهلاك واعٍ، وبيتي مبني من جدران عازلة (للحرارة) [10]
2. نعم، مقتصد في تصرفاتي الشخصية : أطفئ الأضواء، لا أدفئ\ ابرد البيت أكثر من الدرجة المطلوبة [20]
3. نعم، واهتم بكون البيت ذو جدران عازلة [30]
4. نعم، واشتري أدوات كهربائية ذات نجاعة عالية (موفرة في استهلاك الكهرباء) [40]
5. أبدا أنا مسرف في استخدام الكهرباء [ 80 ]

هل أنت مقتصد في استعمال الماء ؟
1. نعم، في تصرفاتي اليومية وأيضا في أجهزة المياه في البيت [10]
2. نعم، في تصرفاتي اليومية [30]
3. أبدا، أنا مسرف في استخدامي للمياه [70]

ما هي وسيلة التنقل التي تستعملها بشكل يومي (للذهاب للعمل\ الدراسة ) ؟
1. مشيا على الأقدام أو بواسطة الدراجة الهوائية [0]
2. بالمواصلات العامة أو من خلال سفريه منظمة [30]
3. بسيارتي الشخصية أو بسيارة أجرة مع أشخاص آخرين [ 50]
4. بسيارتي الشخصية أو بسيارة خصوصية لوحدي [100]

بالمعدل، ما هي المسافة التي تقطعها أسبوعيا بسيارتك الشخصية (كسائق أو كراكب) ؟
1. صفر كيلومتر [0]
2. 10-50 كيلومتر [ 10]
3. 50-150 كيلومتر [30 ]
4. 150-300 كيلومتر [60]
5. 300-500 كيلومتر [120]
6. 500 كيلومتر وأكثر [200]

هل بحوزتك سيارة ؟
1. ليس بحوزتي أي وسيلة تنقل ذات محرك [0]
2. بحوزتي دراجة نارية [ 20]
3. بحوزتي سيارة صغيرة [50]
4. بحوزتي سيارة عائلية [80]
5. بحوزتي سيارة كبيرة [120]
6. بحوزتي سيارة ميدانية ( جيب أو سيارة 4*4) [160]

بالمعدل، كم ساعة تستخدم الطيارة سنويا ؟
1. صفر ساعات [0]
2. 5 ساعات [30]
3. 10 ساعات [ 60]
4. 25 ساعات [150]
5. 50 ساعات أو أكثر [300]

بالمعدل، ما هي نسبة الوقت الذي تسافر فيه بالسيارة مع شخص آخر ( راكبا\ سائقا) ؟
1. بشكل عام [0]
2. تقريبا دائما (75% من الوقت) [20]
3. نصف الوقت [50]
4. أحيانا (25% من الوقت ) [80]
5. بشكل عام أسافر لوحدي [100]

كيف تصنف مكان سكناك ؟
1. بيت منفرد ارضي [100]
2. بيت مشترك \ متعدد الشقق حتى 4 شقق [50]
3. شقة في بناية متعددة الطوابق [20]

ما هي مساحة بيتك ؟
1. 40 متر مربع أو اقل [10]
2. 40-60 متر مربع [20]
3. 60-100 متر مربع [30]
4. 100-150 متر مربع [40]
5. 150-200 متر مربع [50]
6. 200 متر مربع أو أكثر [80]

هل أنت معتاد على شراء أغراض لست بحاجة ماسة لها ؟
1. أبدا ولا مرة [0]
2. أحيانا، في فترات متباعدة [20]
3. أحيانا، في فترات متقاربة[80]
4. الخزائن في بيتي تمتلئ بأغراض لا استعملها ! [100]

النتيجة :
اجمع النقاط المكتوبة بين الأقواس المربعة [ ] بجانب كل إجابة اخترتها، وقارن المجموع حسب الجدول:



الاستبانة بتصرف من موقع مركز "هاشل" لتطوير الثقافة البيئية heschel.org.il

٠٤‏/٠٣‏/٢٠٠٩

المعلمون في هذا الزمان،يبنون ام يهدمون اجيالا؟

غصه لازمتني في هذه الفترة وتراودني بين حين لآخر،
كلما دخلت مدرسة ابتدائية أو ثانوية، كلما خالطت معلما أو مربيا.
مربِ او معلم يجلس على حافة الطريق في القهوة وبيده نرجيلة! بربكم أي قدوة هذا؟
مدرسون يقبعون في غرفة المعلمين يدخنون وجل كلامهم عن المعاش وطرق زيادته وقيل وقال يبارون فيه ربات البيوت في دواوين الصباح! لا مبالاة غريبة، فوضى في شكل المعلم وقلبه وكلامه وتصرفاته.. كل ذلك يعكس مدى الازمة التي تعيشها مدارسنا ومجتمعنا، فالمدرسة مرآة المجتمع، وهي جزء من عملية التربية لابنائنا.
عندما تدعو ما يزيد عن 250 اب وام لمهرجان تعليم اكاديمي ليشاركوا ابنائهم القرار المصيري نحو المرحلة الحاسمة التي ستؤثر على مجرى حياتهم وتجد فقط 10 من بينهم قد "كلفوا خاطرهم" وحضروا، تستوعب مدى الفجوة الموجودة بين البيت والمدرسة والتي يقع فيها الطالب كمن هوى في قعر بئر عميق!

مهما تناولت وشرحت فلن أعبر عن مدى أهمية دور المعلم في شخصية الطالب، احببت أن انقل لكم هذه القصة لانها فعلا تستحق القراءة والعبرة والاتعاظ.. اترككم معها

المعلمة

حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.

لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.

وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!

لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".

وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".

أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".

بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".

وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !

وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلاميذ المدللين عندها.

وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.

وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".

وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!

لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!

واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.

فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.

(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).

إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً

. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب،

ولا بالمظهر عن المخبر،

ولا بالشكل عن المضمون.

يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام،

وأن تسبر غور ما ترى،

خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار،

موّارة بالعواطف،

والمشاعر،

والأحاسيس،

والأهواء،

والأفكار.

أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.

إنتـــــــــــــــ هـ ـــى

١١‏/٠٢‏/٢٠٠٩

طمنوا ستي أم عطا / للشاعر تميم البرغوثي





طمّنوا ستي أم عطا بإنه **** القضية من زمان المندوب وهي زي ما هية

لسّـة بنفاصـل القناصـل عليهـا **** زي مـا بتفاصلـي عَ الملوخـيـة

لكـن اطّمنـي وصلنـا معـاهـم **** بين ستة وستة ونـص فـي الميـة

بطلع لهم يـا ستـي حيفـا ويافـا **** ولنـا خرفيـش وسيسعـة بريـة


ولنا دولة يحرسها طيـر **** يا ام عطا ولبسوه رتب عسكريـة

والسنونـو إلـه نمـو اقتصـادي **** والسنونـو إلـه خطـط أمنـيـة

والسنونو عم ينبذ العنـف ويعلـن **** إلتـزامـه الكـامـل بالاتفاقـيـة

ولنا برضه يا ستي سجادة حمـرا **** تالسنونـو يـأدي عليهـا التحيـة

والنا قمـة يدعـو إليهـا السنونـو **** يعقدوهـا فـي الجامعـة العربيـة

حيوا برج الحمام وحيـوا حمامـه**** مـن ملـوك المحبـة والأخـويـة

يا حمـام البـروج ويـا موالينـا **** يا دوا الجرح ويـا شفـا البرديـة

يا شـداد الخطـر علـى أعادينـا **** وحبكو إلنا حـب قيـس للعامريـة

راح أقول اللي قالوا طوقان قبلـي**** أخو فدوى وبن الأصـول الزكيـة

فـي يدينـا بقيـة مــن بــلادٍ **** فاستريحوا كـي لا تضيـع البقيـة

٠١‏/٠٢‏/٢٠٠٩

هل سيفقد العرب زعامة العالم الاسلامي؟

سؤال يراودني حول مصير قيادة العالم الاسلامي، حيث حاول العرب تزعم هذه القيادة لكنهم فشلوا، ببساطه لانهم لا يتحلون باخلاق المسلمين ولا حتى باخلاق العرب القيمة من أيام الجاهلية، حيث ماتت فيهم المروءة والنخوة، وأصبحوا كروش فوق العروش، شعوبهم ذليلة وجائعة، او مطاردة ومهاجرة

في تأمل عميق حول مشهد انتفاض رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان بعد خطاب بيرس المستفز حول الحرب على غزة في قمة دافوس الاقتصادية، ومغادرته للقاعه احتجاجا على عدم اعطاءه المجال للتعليق على خطاب بيرز، وحول تخبط السيد عمرو موسى رئيس جامعة الدول العربية، الذي قام يصافح اردوغان ويحيه على خطوته هذه، ووقف متلبكا لا يدري ماذا سيفعل، فأشار اليه الرئيس الياباني بالجلوس فانصاع متذكرا انه عربي!



يالله! نعم ماتت في الامة العربية النخوة، وفقط فقط هو الاسلام الذي احياها سابقا ويحيها اليوم في سائر الامم والشعوب!
هذا ان دل على شئ فإنه يدل على زيف من دعا للوطنية والقومية، لانها كلها شعارات فارغة
هذه مصر "اتحفتنا" سابقا بعهد جمال عبد الناصر بانتصار واحد ويتيم ما لبث ان لوثته افعال السادات ثم مبارك (الغير مبارك) من معاهدة استسلام وفرض الحصار على أهلنا في غزة
لو كان هذا المشروع "القومي" و"الوطني" هو الحل لازمة الامة العربية لما آلت امتنا الى ما آلت اليه اليوم لذا ادعوكم يا ابناء العروبة والاسلام بالعودة الى دينكم افواجا، لان فيه فقط العز والنصر والتمكين واعلاء كلمة الله تعالى والخروج من عبادة العباد لعبادة رب العباد.
[والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ]

ابناؤنا على أعتاب الجامعات: ماذا سيدرسون ؟

دور الاهل في مساعدة المراهق في اختيار التخصص الدراسي


جلست آية في حيرة من أمرها حول كيفية اقناع والدتها بالتنازل عن رأيها في قضية دراستها الاكاديمية، فبعد حوار طويل بينهما، لم تقتنع الام برأي ابنتها التي تأبى ان تصبح معلمة في مستقبلها المهني، " شوفي قديش انا مبسوطة، دوامي بيخلص بدري، العطل اكثر من ايام الشغل، والمعاش اول الشهر بالبنك " هذه المبررات التي حاولت امها اقناعها بها، لكنها ترفض ان تكون تماما كأمها، انما تريد أن تصبح شيئا أكبر.. ان تكون لها مهنة خاصة بها أكثر تطورا، "أكثر استقلالية.. مهنة مطلوبة أكثر ربما.. مهنة جديدة وحيوية في المجتمع"، وقد تناست آيه انه لولا معلميها لما وصلت الى هذه الفترة من امتحانات البجروت التي تتمنى أن تمر بسلام حتى لا تقف حاجزا امام حلمها الكبير "الجامعه" !


مشهد يتكرر كثيرا في بيوتنا، وان تغيرت الاسماء والمهن، لكن المشهد يجسد أزمة متفرعه يعاني منها شباب اليوم وهي أزمة اختيار المهنة والتخصص الاكاديمي، والتي تعود الى المسببات الثلاث الاساسية :
 وجود الشاب\ الفتاة في مرحلة المراهقة المتأخرة، وفي نهاية المرحلة الثانوية، وعليه اتخاذ قرار حاسم ومصيري بشأن مستقبله، لكنه من جهة أخرى غير ناضج كفاية لاتخاذ قرار سليم ومناسب.
 "صراع بين الاهل والابناء حول اختيار المهنة، فالاهل يحاولون تمثيل مهنتهم كنموذج ناجح، او مهنة اخرى هم على قناعة بها، فيرفضها الابن لانها لا تلائم ميوله وقدراته، وقد تلائمه لكنه غير مُقّدر لامكانياته.
 عدم الاطلاع الكافي على سوق العمل\ المهن من قبل الاهل\ الطالب، عدم توفر معلومات دقيقة ومهنيّة
يقول أ.فهمي مصطفى في كتابه "سيكولوجية الطفل والمراهقة" :
" ان السعداء من المراهقين هم من توصلوا الى إتفاق مع ابويهم بشأن اختيار المهنة أو التخصص الذي يدرسونه "
، من ذلك نستنتج أن للأهل دور كبير في توجيه أبناءهم ومشاركتهم في اتخاذ القرار بشأن مهنة المستقبل.



كيف يستطيع الأهل التوصل مع ابناءهم الى قرار سليم وملائم حول المستقبل المهني ؟
سؤال يطرحه الاهل بقلق لما يواجهونه من صعوبة الوصول لقرار نهائي في هذا الموضوع مع فلذات اكبادهم. خصوصا اذا كانت قنوات التفاهم بينهم مشوشة، أو كان أحد الطرفين ( الأهل\ الابناء ) عنيداً ومتسلطاً .
قد ينتج عن سوء التفاهم هذا قرار خاطئ وغير مُصيب يؤدي الى اختيار مهنة غير ملائمة وقد يضطر المراهق ان يستبدل اختصاصه بعد سنة دراسية كاملة، والتي عادة ما تكلفه بين 40000- 70000 شاقل !
ولا تقتصر مهمة التوجيه على الاهل فقط، انما للمربين في المدرسة دور مهم بصفتهم الشريحة الثانية التي من المفروض أن تؤثر في تربيتهم المهنية ليصبحوا أفراداً ناجحين في المجتمع . لذلك على الاهل والمربين أن يَعوا تماماً دورهم المهم والأساسي في توجيه ومساعدة المراهق على أختيار مهنة المستقبل الملائمة، وعليهم اتباع الوسائل والطرق التالية :
 محاورة المراهقين حول أهمية العمل في حياة الانسان، التشديد على الجوانب الانسانية للعمل بشتى أنواعه دون التركيز على عمل دون آخر، لأن العبرة ليست بنوع العمل الذي يلتحق به الفرد، إنما بمدى اجادته له وميله الجدي إليه ونموه وبروزه في دوره الذي يضطلع به في مجال العمل.
 تبصير الشباب بالفرص الموجودة بالفعل في ميدان العمل، وأمدادهم بمعلومات مهنية دقيقة عن طريق الكتيبات والكتب التي تصف مختلف المهن وما تتطلبه فيمن يشتغل بها، بالاضافة الى الاحصائيات الجديدة والمتجددة حول سوق العمل في السنين القادمة التي يتخرّج فيها الطالب وحول المهن والتخصصات الجديدة التي يحتاجها المجتمع.
 مساعدة المراهقين على تكوين مفهوم للذات يَتسِم بالوعي والنضج والالتزام، حيث نعمل على تبصيرهم بقدراتهم وامكانياتهم وميولاتهم الحقيقية، فهم بحاجة لمن يعرّفهم بقدراتهم ومهاراتهم الخاصة، واستعداداتهم الحقيقية والميول الضرورية لتعلم مهنة من المهن والتقدم فيها، لذا من الضروري أن تكون وحدة في المدارس لاختبار قدرات وميول التلاميذ لتساعدهم في اختيار المهنة.
 مساعدة المراهقين في الحصول على عمل لبعض الوقت، فالخبرة المهنية من شأنها المساهمة في تقدم الافكار وبلورتها وحسمها لاختيار مهنة ملائمة لشخصيتهم، ثم أن انشغال المراهق بعمل ما أثناء الصيف أو بعد انتهاء دوامه المدرسي يتيح له الفرصة للتعرف على ظروف العمل والتفكير فيما يناسبه والقضاء على أوقات الفراغ المُفسِدة.
 أن يكون اختيار المراهق للعمل الذي يلتحق به نابعاً من ذاته ومحققاً ومتمشياً مع ميوله وقدراته وشخصيته، فمن الخطأ إرغام المراهق على الالتحاق بعمل لا يرضاه أساساً، أو ان تُزيف له صورة مهنية معينة حتى لا تؤدي به الى سوء التوافق المهني، وتغيير بعض قيمه والتجائه الى اساليب غير سوية لتأكيد ذاته، مما يؤدي الى قلة إنتاجه وسوء توافقه الشخصي الاجتماعي. فليس هنالك أسعد من فرد يعمل في مهنة تناسبه يحبها ويتقنها، وليس أشقى وأتعس من فرد يعمل عملاً لا يحبه ولا يرغبه.

وختاماً ننصح الاهل والمربين بالتواجد قدر الامكان في حياة المراهق في هذه الفترة، لأنه بأمَسّ الحاجة لكم، عليكم الاصغاء لمشاكله وتساؤلاته حتى تخففوا من حدة التوتر والقلق، واذا تعذرت مساعدة الوالدين، فيجب توفير فرص للتحدث مع طلاب وخريجين مروا بتجربة مشابهه.




مصادر :

1. دايل كارينجي (1999) ترحمة د.رمزي الحسامي. دع القلق وابدأ الحياة : كيف تقرر مستقبلك. بيروت: عالم الكتاب. ص : 229-232.
2. أمل مرزيان الخازن (2005). كيف نتعامل مع مراهقينا. الناصرة : الحكيم للطباعة والنشر. ص : 125-155.

١٨‏/٠١‏/٢٠٠٩

كوفيتنا !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أورد هذه الرسالة هنا كما كتبت باللغه العامية لاهمية الموضوع :

كلنا منعرف انو باخر فترة انتشرت الكوفيات الملونة
زهري واخضر واحمر وزهري والالوان اللي بدكو اياها


كلنا حبيناها على انها موضة
بس للاسف ازا منلاحظ على الورقة اللي بتكون على
الكوفية او الحطة عن مكان صنعها وصدورها
منلاقي مكتوب بالعبري اورشليم ويعني القدس
وازا بحثنا منيح عن هذه الكوفيات ومين اللي صنعها
راح تلاقو اسرائيل هي اللي صنعتها واصدارتها


والسبب...

تشويه التراث الفلسطيني وطمس الكوفية العربية عموما
والفلسطينية خصوصا
اليهود سرقو اراضينا وسرقو بيوتنا وممتلكاتنا
حتى الاكلات الشعبية سرقوها ونسبوها الهم وهلأ الكوفيات
وللاسف الشديد احنا ومن غير قصد منساعد
في طمس الكوفية الفلسطينة وزوالها
اللي لبسها ابائنا وجدادنا وجداد جدادنا
اللي ريحة فلسطين ودم الشهدا فيها




ممكن تكون القضية بنظركم
مجرد حطة
مجرد موضة
متل ما بفكر اغلبكم بس الحقيقة مش هيك بنظرهم
هم بدهم يشوهو اي شي برمزلنا وبس



يعني المنظر مش حلو ابدا لما يكون يوم الاستقلال
او ذكرى ابو عمار وتطلع على رام الله
بدل ما تشوف حطات فلسطين تشوف حطات بكل الالوان
وبكل الاشكال
يعني بدل ما نحيي الحطة الفلسطينية
احنا خلينا الحطات الملونة تحل محلها



الغرب واسرائيل ما عندهم تاريخ وهم بصنعو تاريخ
الهم عم بعملو تراث الهم
بدل ما نعتز بتراثنا ونحيي احنا منروج لتراثهم
المصطنع ومندعمهم ....!



مش مقتنعين




كلكو بتعرفو انو علم اسرائيل
انتبهتو على النجمة
نجمة سداسية او ما تسمى بنجمة داوود



طيب شوفو هادي الحطة




هلأ بظن ما بقي محل للحكي والرأي برجع الك
وما بظن تبيع شي من تراث فلسطين باسم انهامجرد
موضة ..!