١٥‏/٠٩‏/٢٠٠٩

فنظرة الى ميسرة.. بيوت المتزوجين

عزمنا على ان نزورها في بيتها، نبارك لها زفافها وبيتها الجديد، واختنا هذه تنتمي لامة الاسلام لكنها من قومية قفقازية، او كما ندعوهم ب "الشركس"، وهي زميلة سابقة لنا في مقاعد الدراسة والسكن الطلابي وترتاد كثيرا على قريتنا وزارتنا اكثر من مرة، عندما اتصلنا بها لتنسيق الموعد فرحت كثيرا وقالت لنا : لكن حتى لا تتفاجئوا فبيتي صغير جدا.. ضحكنا وقلنا لها نجلس في الحديقة او حتى على السطوح.


ولما وصلنا المنزل، دهشنا لبساطته في المحتوى والشكل، بل دهشنا أكثر عندما عرفنا ان المنزل كان لحماتها، وحتى الاثاث الذي فيه، والادوات الكهربائية هي هدية من اخوتها وابوها، وطقم النوم هو ايضا مساهمة من اصدقاء زوجها، باختصار قالت لنا بلغة عربية ضعيفة : كل البيت تبرع، احنا الشركس نحب البساطة، ونتزوج باقل الظروف.
جلسنا نتجاذب اطراف الحديث، وجل حديثنا كان يدور حول العادات والتقاليد وظواهر اجتماعية مزعجة. بينما كنا نشكي نحن من غلاء المعيشة وكثرة المصاريف الخاصة بالزفاف والتحضير له، كانت هي وامها تتحدث عن سبل تيسير الزواج واختصاره لديهم، فالعروس لا تشتري من الذهب غير خاتم الخطوبة، او حتى خاتم الزواج فليس من المعهود عندهم لبس "المحبس"، كذلك ليس من المهم ان يكون لدى العريس شقة او بيت خاص به، انما يسكن عند اهله او اهل زوجته حتى يتسنى له العمل والتوفير وبناء بيت الزوجية يدا بيد مع زوجته..

طوال هذا الحديث كان يجول بفكري عما يتحمله مجتمعنا من ثقل اقتصادي في كل ما يخص الزواج وتحضير البيت، مما يقحم الشباب في متاهة لها اول وليس لها آخر..
فهذا لا يجد قطعة ارض ليبني عليهاـ وتلك ترفض ذاك الشاب لانه سيسكن بجانب أمه، وذاك يستدين امولا طائلة حتى يشتري طقم سفرة وصالون وتلفزيون و.. الكثير من الكماليات والامور التي ممكن ان تشترى باقل تكلفة ودون عناء
اما عن عادات المثلث والمركز فحدث ولا حرج، فان لم "تحشو" العروس البيت من الابرة وحتى الستائر والسيارة، فهي لا تستحق عناء البحث عنها او اعتبارها شريكة حياة، بل تصنف في خانة "درجة ثانية"، ولا ابالغ حين اقول ذلك فنحن نعيش هذا الواقع ونسمع ونرى ما يحدث حولنا..

ومع استرجاع سيرة الحبيب المصطفى وصحبه، فانني اتذكر انه -عليه افضل الصلوات والتسليم- زوج احد الصحابة بسورة من القرآن، وليس معه الا هي..

فيا معشر الاباء، ويا معشر الامهات، اخواتي واخواني، تعالوا لنكون جزء من مشروع تيسير الزواج، بالتخفيف من اعباءه ومصاريفه وتبعاتها، لنسعد أكثر ونصل الى المقصد الاسمى وهو السكن والمودة..

وكيف يكون ذلك؟.. ببساطة : بالقناعة والرضا بما يقسم الله عز وجل، والمثابرة لتحصيل رزقه بعد القيام بطاعته..

هناك ٥ تعليقات:

Omar Talk يقول...

مسألة الزواج .. تحتاج إلى ثورة لوحدها !!

ابتداء من الإسراف فيما لا حاجة للعروسان بها .. انتهاء عند تربية الاولاد !

مسألة مهمة وبارك الله فيك

رحـيقٌ مخـتُوم ~ تسنيم / يقول...

السلام عليكم
بسمة تصحبُها دهشة !
أشكرُ لكِ تدوينتكِ
في انتظار مزيدكِ
في منظار عينِ على الدُنيا =)

معلمة البيولوجيا يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استوقفتني بعد فترة من هذه التدوينة هذين الردين..
واستشعرت فيهما ضعف ارادة باتجاه تحقيق مشروع كهذا ..

صدقوني ان التغيير يبدأ منا نحن الافراد الشباب : فلك ايتها الاخت تواضعي ولا تضعي الشروط التعجيزية واقنعي باليسير وقدمي الدين على الدنيا..
وانت ايها الشاب لا تضع نفسك رهينا لما يصطلح عليه المجتمع ب"العادات" فخير الزوجات اقلهن مؤنة.. ابحث عنها جيدا وستجدها..

الاستاذ يقول...

لماذا لا تقترحين يا اخت كلمه امانه الزوجه الثانيه حتى تكتمل السنه النبويه فنحن اسرى العادات والتقاليد ففي الاصل التعدد والواحده الشذوذ في الامر فحتى لا يجد الانسان حاله غريبا اذا ما اقدم على هذا الامر لا بد من تشجيع لذلك. وبارك الله فيك على اقحامك مواضيع جريئه تخص مجتمعنا الاسلامي

معلمة البيولوجيا يقول...

السلام عليكم
حضرة الاستاذ الفاضل، اعتقد ان الموضوع الذي طرحته اجرأ بكثير من موضوع الزوجة الثانية، بحكم ان له من يروج له ويدافع عنه الكثير..
باعتقادي الاولى تزويج الشباب المتعسر زواجهم واحصانهم، ثم يأتي بالاولوية الثانية تزويج النساء المتقدمات من خلال مشروع الزوجة الثانية..

اذكر في الاثر عن قصة رجل جاء لاحد الصالحين يستشيره بان يتزوج للمرة الثانية لانه مقدر ويريد ان يستر على الفتيات المسلمات، فقال له : انا ادلك على شئ اعظم اجرا، ابحث عن شاب لا ستطيع الباءة وساعده بالزواج، وبذلك تكون احصنته وبنيت بيتا مسلما تؤجر عليه الى ما كتب الله لهم في الحياة..

وجهة نظر