٢٧‏/١٢‏/٢٠٠٨

عندما بكينك غزة.. وعاهدنا الله


" خرجت الى صالة العرض بحثا عن احدى الاخوات، فوجدتها بين مجموعة اخوات، نظرت اليهن فاذا بعيونهن كانه الجمر الملتهب، [خير يا اخوات ماذا حدث؟ لماذا تبكين؟] اطرقن بعيونهن ورؤوسهن وخنقتهن العبرات واجهشن بالبكاء المرير ثم تكلمت احداهن بصوت مخنقوق [ دمروا غزة واحرقوها 200 شهيد اليوم فقط!!] احتبست انفاسي وشعرت ان روحي في حنجرتي تنازع صرخاتي لتخنقها، لكنها ما استطاعت ان تحبس دموعي "


لحظات ألم جماعية عايشناها اثناء برنامج مؤتمر الطالبات الاكاديميات البارحة، بعد أن سمعنا باخبار المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلية ضد اهلنا في غزة الصمود.
كنا نستمع لمحاضرة للعلامة الدكتور رائد فتحي حول السبل لتحقيق الهدف في الحياة، وكنت قد خرجت الى صالة العرض بحثا عن احدى الاخوات، فوجدتها بين مجموعة اخوات، نظرت اليهن فاذا بعيونهن كانه الجمر الملتهب، [خير يا اخوات ماذا حدث؟ لماذا تبكين؟] اطرقن بعيونهن ورؤوسهن وخنقتهن العبرات واجهشن بالبكاء المرير ثم تكلمت احداهن بصوت مخنقوق [ دمروا غزة واحرقوها 200 شهيد اليوم فقط!!] احتبست انفاسي وشعرت ان روحي في حنجرتي تنازع صرخاتي لتخنقها، لكنها ما استطاعت ان تحبس دموعي !!

وكان وقت المحاضرة قد اشرف على الانهاء، والاخوات يلحين علي بان ارسل للشيخ طلب باختتامها بدعاء جماعي لاهل غزة، فكتبنا له ورقة بالوقت المتبقي وفيها طلب الاخوات
ويا له من موقف عم في القاعه عندما قرأ الدكتور الورقة فانتفضت مشاعره حيث لم يكن يدري بالمجزره ولم يسمع بها قبيل حضوره للمؤتمر، واطرق يحتسب الله ثم سادت لحظات صمت قطعتها أصوات عبرات خانت الجمهور لتبكي القاعة في صمت مهيب، اضطرت الدكتور لكفكة هذه العبرات بربط الهدف والاصرار عليه بموقفنا تجاه اهلنا في غزة، واستمر في محاضرته التي اختتمها بدعاء عفوي لاهل غزة الصمود وخرج مسرعا تاركا القاعة ومن فيها في لحظات من الم وحسرة وبكاء تشاطرتها الاخوات على حال الامة.


ما اشبه الامس باليوم، هذه الحرقة، وهذه الدموع الملتهبة، كنت قد سكبتها لكن لوحدي، عندما استشهد البطل المقعد الجسد جبار الهمة الشيخ احمد ياسين، كنت في قاعة محاضرات لكن الجمهور كان جمهورا آخرا، كنت في احدى محاضراتي الدراسية، حيث كنت يومها الطالبة العربية الوحيدة، وقبل بدء المحاضرة جاء احد الطلاب الصهاينة ل"يزف" البشرى لرفاقه ب"ابادة" الشيخ احمد ياسين، لم اشعر الا كأن روحي خرجت ثم عادت لجسدي ، وعلت الاصوات في القاعة ثم اعتلى بعض الطلاب الطاولات واخذوا يرقصون فرحا، فلم يكن مني الا ان حملت حقيبتي وخرجت مسرعة وانا ابكي بكاء حراقا حفر وديانا من الالم في نفسي، خرجت ولم اعد للمحاضرة.. ثم ما لبثت ان تركت الدراسة في ذاك المكان بسبب الجو العنصري.

ان كان الامس شبيها باليوم الى حد ما، فان اليوم فيه بصيص امل اكبر، فهذه فاطمة وروان وتسنيم وسوسن وايمان و.. كلهن اجتمعن على طاعة الله في المؤتمر، سكبن نهرا من الدموع، وشاطرن اهلهن في غزة الالم، واضعف الايمان كان بان يهدوهم هذه العبرات ودعاء ابكى من في السماوات والارض من اخت فاضلة ختمت فيه هذا التجمع الطلابي.
ان هذا الامل يتمثل في هؤلاء الرائدات اللواتي جئن واجتمعن من اقاصي البلاد ليبنين في ثقافتهن لبنات العز والكرامة، وليخرجن بهدف واحد مشترك وهو العمل على تخفيف معاناة اخوتنا وابناء شعبنا الفلسطيني كل حسب قدرتها وتخصصها وعملها.

من هنا احببت ان اوجه لاخوتي واخواتي ابناء العمل الطلابي من مختلف التيارات السياسية والوطنية، بالعمل على التوافق والاتحاد وترتيب الصف الداخلي في لجان الطلاب العرب للخروج بخطة مدروسة لتحقيق هذا الهدف ، ولتقديم اقتراحات عملية للسير نحوه.

وأرجو ان تكون دموع اخواتي قد اوصلت لهن الرسالة.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

٠٨‏/١٢‏/٢٠٠٨

كل عام وأنتم الخير

إعتاد الناس بالمعايدة على بعضهم بـ "كل عام وأنتم بخير"

أما انا فأملي ان تكونوا كل عام وأنتم الخير

بعطاءكم.. تضحيتكم
اقتدائكم بسنة المصطفى
نصرتكم للاسلام والمسلمين
وأهم شئ بشكركم لله عز وجل على هذه النعم

فكل عام وأنتم الخير كله



تقبل الله طاعتكم