١٠‏/٠٨‏/٢٠٠٨

معجزة القرآن بين العلم والإيمان (2)

كيف أصبحت امرأة زكريا زوجا له ؟؟
قال تعالى : ((قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )) {آل عمران 40} وقال : ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ )) {الأنبياء 90} من وجوه الإعجاز التي تخفى على معظمنا لجهلنا بلغتنا الام، لغة القرآن، اللغه العربية هو دقة استخدام الالفاظ، ومثالها ما استخدمه الله تعالى في الآيتين اعلاه عندما اختار لفظ (امرأتي) في الآية الاولى ولفظ (زوجه) في الآية الثانية، حيث توضحه الدكتورة عائشة عبد الرحمن –بنت الشاطئ- في كتابها " الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق" :" إن الاختلاف في استعمال الألفاظ (امرأة وزوج) في الموقعين رغم إن الحديث يدور عن نفس الأشخاص يعطينا سر الدلالة في الزوجية بين زكريا وزوجته، ففي تدبر سياق استعمال القرآن للكلمتين يهدينا إلى سر الدلالة : كلمة زوج تأتي حيث تكون الزوجية هي مناط الموقف، حكمة وآية، أو تشريعاً وحكماً.
إذا تعطلت آيتها من السكن والمودة والرحمة، بخيانة أو تباين في العقيدة فامرأة لا زوج. وحكمة الزوجية في الإنسان وسائر الكائنات الحية من حيوان ونبات هي اتصال الحياة بالتوالد، وفي هذا السياق يكون المقام لكلمة زوج وأزواج. إذا تعطلت حكمة الزوجية في البشر بعُقم أو ترمل فامرأة لا زوج فكذلك كان تضرع زكريا في الآية الأولى (كلمة امرأتي) ثم لما استجاب له ربه وحققت الزوجية حكمتها ورُزِق بيحيى أصبحت زوجه في الآية الثانية، وكذلك كانت امرأة فرعون لتباين عقيدتها عن عقيدة زوجها، وامرأة نوح وامرأة لوط.."

حقيقة توسع الكون، حقيقة سجلها القرآن الكريم

يقول د.يحيى المحجري في كتابه "آيات قرآنية في مشكاة العلم" مأولاً قوله تعالى: (( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ )) {الذاريات: 47} :
" تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الكون المعبّر عنه بلفظ السماء هو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ "موسعون" فهو اسم فاعل بصيغة الجمع لفعل أوسع يفيد الاستمرار، لكن القرآن لم يبين تفاصيل الاتساع وإنما أورده مجملاً، وإذا عدنا إلى علماء التفسير الأقدمين نجدهم قد تعرضوا لهذه القضية، فالإمام أبو حامد الغزالي طرح هذه القضية في كتابه" تهافت الفلاسفة" حيث قال: "هل كان الله قادراً على أن يخلق العالم أكبر مما هو عليه؟ فإن أجيب بالنفي فهو تعجيز لله، وإن أجيب بالإثبات ففيه اعتراف بوجود خلاء خارج العالم كان يمكن أن تقع فيه الزيادة لو أراد الله أن يزيد في حجم العالم عما هو عليه". في عام 1929 أكد العالمان الفلكيان "همسن" و "هابل" نظرية توسع الكون بالمشاهدة، حيث وضع هابل القاعدة المعروفة باسمه وهي قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة لمجراتنا، وبالنسبة لبعضها البعض، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر الكون التقريبي، وقد قام "هابل" باستدعاء "آينشتين" من ألمانيا إلى أميركا حتى يُرِيَه تباعد المجرات والكواكب بواسطة التلسكوب، إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء نفسه حيث تنساق معه المجرات كلها.وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعات المجرات وأكداس المجرات هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان ما تزال تتوسع وينتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار العظيم في الكتلة الغازية الأولى، وقد أشارت الموسوعة الفضائية إلى هذه الظاهرة. وختاماً نقول: إن اتفاق الفلكيين في النصف الثاني من القرن العشرين على حقيقة توسع الكون أسقطت فرضية أزلية الكون وقدمه، وثبت علمياً أن للكون بداية ونهاية، فسبحان الذي صدقنا وعده عندما قال: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} {فصلت: 53} "

مكتبة إعجاز القرآن
ما كان يوما هذا الحديث منه يُمل، بل هي الصفحات تدركنا، ولا السطور تتسع لتوفي الموضوع حقه، لنسوق المزيد والمزيد من الامثله والآيات.. لكنني لن أترككم قبل ان نستعرض واياكم أهم المصادر والمراجع التي كُتبت في إعجاز القرآن، والمكتبات الاسلامية تعج في هذا الآوان بكتب الإعجاز العلمي خصوصاً، لكنها تفتقر احياناً الى كتب الإعجاز البياني، خاصة القديمه منها! فهي كلها قيمة قديمة كانت او حديثه، كيف لا وهي تعرض آيات الله سبحانه وتعالى وما فيه من وجوه معجزة، كيف لا ونحن نقف امام كل صفحة منها نردد سبحان الله، ونشهد بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
من أهم كتب الإعجاز والتي تتحدث خصوصا عن الإعجاز البياني (اللغوي) كموضوع رئيسي :
1-"دلائل الإعجاز" عبد القاهر الجرجاني، تحقيق محمود محمد شاكر، مكتبة الخانجي : القاهرة 1984.
2- "الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق"، بنت الشاطئ، دار المعارف : مصر، 1971.
3- "ثلاث رسائل في الإعجاز ( الرماني، الخطابي، الجرجاني) "، تحقيق محمد خلف الله، د.محمد زغلول سلام، دار المعارف : مصر، 1968.
4- موسوعة "دراسات لاسلوب القرآن الكريم"، عضيمه عبد الخالق، دار الحديث، 1972.
5- "خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية"، د. عبد العظيم المطعني، مكتبة وهبة : القاهرة ، 1992.
6- " إعجاز القرآن" للباقلاني، تحقيق أحمد صقر، دار المعارف : مصر، 1954.
7- "التصوير الفني في القرآن"، سيد قطب، دار الشروق : القاهرة، الطبعه السابعه عشرة 2004.
8- " إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني"، صلاح الخالدي، دار عمار : عمّان، الطبعه الثانية 2004.

اما الكتب الحديثه ومواقع الانترنيت التي تناولت الإعجاز في القرآن الكريم وبالخصوص الإعجاز العلمي فهي كثيرة، نسوق بعض منها لاطلاعنا عليها مع اليقين بان هناك المزيد من الكتب والمواقع في هذا المضمار :

تم بفضل الله..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكلمه امانه : اريد ان انعتك بالكلمه الطيبه ايتها الانسانه الطيبه فمثلك قليل ولكن جهدك كثير مررت على المدونه وكيف لا وفيها الكثير الكثير والجهد الكبير ايتها الطموحه وفيها من الاثراء العلمي والايماني ما يغني عن الشيئ الكثير فدمت وحياك الله وبياك والى الامام والســـــــــــلام.