لقد ضيع الاقصى كل من ضيع الأمانة، فإن الاقصى اذا ضاع لم تبق أي أمانة أغلى منه، هذا هو حال مجتمعنا للاسف.
عندما تنتظر اكثر من 90 رقم أمامك في الدور في البنك، ويأتي عصبة من الموظفين رخيصي الذمة ليستهبلوك، ويلعبوا لعبة "مش شايفك" ويوقفوا تمرير الادوار الكترونيا ليمرروها لمن يليق بهم، أمام مرأى ومسمع الامم التي تنتظر صفوفا بالدور، عندها تستيقن ان الامانة ضاعت من المجتمع، حيث كل الحضور سكوت لا يتنفسون وادوارهم تنهب، لا عجب ان ينهب الاقصى من بين يديهم وهم ساكتون..
بعض قليل من الشرفاء تجرأ وتكلم على هذا الموقف المخزي بعد أن اعلنت احتجاجي امام الموظفين الغشاشين على سياسة الاستهبال التي يتبعونها في نهب الادوار، مما اخرسهم وجعلهم يضطرون للعودة "للنظام" المفروض انه قائم لراحتهم قبل راحتنا كمستخدمين.
أما مديرهم فببرودة اعصاب -وقد كان الموقف امامه لا يفصله عنهم سوى لوح زجاجي، فيقول : "سأفحص الامر" ولا زال يفحصه!!
حرقة أخرى غصت في قلبي اثر توجهي لكراج السيارات لاستلام سيارتي المسكينة بعد ان تعرضت لحادث تزحلق بسيط، ودخلت الكراج منذ اربعة ايام اصبحت على اثرها عالة على غيري، كل يوم اقترض سيارة او شوفيرة تقلني الى العمل، حتى استيقنت مدى النعمة التي كنت فيها، وبعد ان وعدنا "المجلّس" بتسليم السيارة مساء اليوم، توجهت وكلي امل برؤية سيارتي بحلة جديدة بعد التصليح واذا بالصدمة الكبرى بان اجد السيارة مكانها منذ 4 ايام يعلوها غبار كثير لم يلمسها اخونا المجلّس، واكتشفت ان تعطل عملي وتطفلي على الناس مدة الايام الاربعة ذهب هباء منثورا، استيقنت ان الامانة ضاعت.. لم يبقى منها شئ عند الناس
فيا هذا الموظف الذي تخون عهد الله ولا تؤد عملك كما يجب.. انت من ضيع الاقصى
ويا هذا العامل الذي يعد ويخلف ويعطل أعمال الناس.. انت من ضيعت الاقصى
يا هذا يا من تسكت عن كل ضيم وتقصير وخيانة للامانة.. انت من ضيع الاقصى
يا ناس.. يا عالم.. صلاح النفس اولا واستقامتها اساس للتحرر من المحتل
تحرروا من هوى انفسكم يحرركم الله من محتلكم
وانه عهد على الله اقطعه ان تبقى الكلمة أمانة، ساطلقها صرخة مدوية ان لزم في كل مكان ارى فيه تقصير وخيانة وانتقاص من الامانات
ولا حول ولا قوة الا بالله
-